بعض مشكلات تدريس القراءة:
يعد تعلم القراءة عملية نمو متدرجة تعتمد كل خطوة فيها على الكفاية في المهارات الأساسية , ولذا
ينبغي أن تكون هذه المهارات مستمرة ومتتابعة لتحقيق أقصى نجاح ممكن وهذا يعني بالدرجة
الأولى ، أنه لا بد من التدريس المقصود والمنظم لمهارات القراءة وخاصة المهارات المتعلقة بجانبي
التعرف والفهم في المرحلة الابتدائية .(خليفة ، 2002:ص 145)
وتعد القراءة الجهرية أحسن وسيلة لإتقان النطق وإجادة الأداء وتمثيل المعنى ، ولا سيما في الصفوف
الأولى ، فهي تيسر للمعلم الكشف عن الأخطاء التي يقع فيها التلاميذ في النطق ،وتتيح له فرصة
علاجها ،كما أنها تساعده في اختبار قياس الطلاقة والدقة في القراءة (مدكور ,2000م:ص 117)
ورغم القيمة والمكانة التربوية التي تحتلها القراءة ، إلا أن هناك دراسات أشارت إلى وجود مشكلات
في تعلمها؛ حيث أشارت دراسة الكثيري(2003م )إلى وجود مشكلات في تعلم القراءة الجهرية
تتمثل في البطء في تعرف الرموز ، وأخطاء في قراءة الكلمات من حذف وإضافة وإبدال ، وفي
دراسة قامت بها الحسيني (2005م) توصلت نتائجها إلى ضعف التلميذات في مهارات القراءة
وهذا الأمر يستدعي وجود دراسات ميدانية للبحث عن أسباب الضعف والتوصل إلى سبل العلاج
بطريقة علمية موضوعية .
والقراءة في المرحلة الابتدائية على جانب كبير من الأهمية ،فالعلاقة بينها وبين النجاح في المدرسة
علاقة وثيقة ،حيت تعد هذه المرحلة جذر شجرة التعليم وأساسها ،ونقطة انطلاق تعليم المتعلم أسس
المعرفة وفي مقدمة تلك الأسس تعليم القراءة ، حيث يعتبر تعليم القراءة أساس أي تعلم لاحق وبداية
إنماء المهارات الأساسية التي سيعتمد عليها المتعلم في حياته بأكملها ، فالطفل الذي لا يجيد القراءة ة
يخطئ في فهم ما يقرأ ، لا يتقدم في النواحي الدراسية ، وأهم ما يشغل التربيون في المرحلة الأولى
من حياة الطفل التعليمية هي القراءة ، لأنها أساس تعلمه وأهم وسيلة لاكتساب أنواع الثقافة والمعرفة .
(العلي ،د،ت :ص ص 24-25)
مما لا شك فيه أن هناك بعض المشكلات التي تواجه التلاميذ عند تعلمهم للقراءة ، وهذه المشكلات قد
تختلف في درجتها، وفي المظاهر الدالة عليها وفي أسبابها، وفي حالاتها. ويتضح ذلك فيما أورده
(رسلان ،2005م :ص ص97-98) في تناوله للمشكلات القرائية ودرجتها بصفة عامة فيما يلي:
1-المشكلات المتمثلة في الجانب الصوتي ، فهناك عدم تكامل بين أصوات الحروف ، وهذا يؤدي
إلى صعوبة في قراءة الكلمات وتهجيها.
2-مشكلات إدراك الكلمات بصورة كلية ، وفي هذه الحالة يعاني الأطفال صعوبات في نطق الكلمات
المألوفة وغير المألوفة .
أما المظاهر الدالة على المشكلات القرائية فتتمثل فيما يأتي :
1-مشكلة إدراك الطفل للرموز المكتوبة ، وربطها مع بعضها البعض لتكوين كلمات .
2-مشكلة الإدراك السمعي،وهذه الصعوبة تؤدي إلى الخلط بين الكلمات المتشابهة في نطقها ومخرجها.
3-مشكلة التمييز، وهذا يؤدي إلى قلب الحروف وحدوث عمليات التصحيف بينها.
4- القراءة ببطء شديد ، أو بسرعة شديدة .
وهناك بعض الأخطاء المرتبطة بتعلم القراءة منها :
-القصور في تحليل الكلمات إلى أجزائها ؛ أي تجريد الحروف .
- الإبدال : إبدال بعض الحروف بعضها البعض وخاصة المتشابهة .
-الإضافة :يضيف الطفل بعض الكلمات أو المقاطع أو الحروف .
وتعد مشكلات تعلم القراءة من أكثر المواضيع انتشارا بين التلاميذ ، إذ إنها تتمثل في حذف بعض
الكلمات، أو أجزاء من الكلمة المقروءة ، إضافة بعض الكلمات إلى الجملة ، أو بعض المقاطع ،
أو بعض الأحرف إلى الكلمة المقروءة غير الموجودة في النص الأصلي لها ، وإبدال بعض الكلمات
بأخرى قد تحمل بعضا من معناها ,وتكرار بعض الكلمات أكثر من مرة بدون مبرر، وقلب الأحرف
وتبديلها ، وضعف في التمييز بين الأحرف المتشابهة رسما ، والمختلفة لفظا ، وضعف في التمييز
بين أحرف العلة ،وقراءة الجملة بطريقة غير واضحة ، قراءة الجملة بطريقة بطيئة ، الكلمة تلو
الأخرى .(العبدالله ،2007م :ص ص33 -34)
وتقف مشكلات تعلم القراءة حجر عثرة أمام تحقيق التلاميذ مستويات من التقدم في مهارات
القراءة ،رغم ما قد يتمتع به بعضهم من قدرات عقلية مرتفعة ، إلا أن عجزهم عن إتقان التعامل
مع النص المقروء بطلاقة في مرحلة فك رموز الكتابة يؤدي إلى إعاقة اكتمال الأفكار وترابطها
، ومن ثم صعوبة استدعائها بشكل مترابط أو إدراك العلاقات بينها ،إلى آخر ذلك من مهارات ،
ومن هنا تتضح أهمية اختيار طرق تدريس مناسبة لهؤلاء التلاميذ للتغلب على مشكلات التعلم
التي تعترضهم(اللبودي ،2005م :143)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق