السبت، 31 ديسمبر 2016

الكتاب : تحطم الأمم ( النظام والفوضى في القرن الحادي والعشرين )

عنوان الكتاب : تحطم الأمم ( النظام والفوضى في القرن الحادي والعشرين ) تأليف : روبرت كوبر



     يُقدم هذا الكتاب، الذي ألفه أحد أبرز الدبلوماسيين البريطانيين، استشرافات لاذعة للنظام والفوضى المحتملة التي ربما يشهدها القرن الحادي والعشرون. ويعتقد المؤلف أن ما حدث في عام 1989، لم يكن انتهاءَ الحرب الباردة فحسب، بل كان، أيضاً، انتهاء نظام توازن القوى في أوروبا. ومن وجهة النظر هذه، فإن ثمَّة نمطاً جديداً للدولة، أو على الأقل دولاًَ تتصرف على نحو أكثر تطرُّفاً، مقابلةً بما كان الوضع عليه في الماضي. كما يعني كلٌّ من تعايش الأحلاف في السلم والحرب، والتدخُّل في الشؤون الداخلية للدول، وقبول تحكيم المنظمات الدولية، أنّ الدولة القومية المعاصرة أقل استقلالاً وسيادة مما كانت عليه من قبل.

لقد أصبح النظام الدولي أكثر تنوعاً مما كان عليه منذ نهاية الحرب الباردة. وبينما تُطوِّر أوروبا نظاماً أمنياً جديداً أكثر انضباطاً، تتجه بقية بقاع العالم إلى أن تصبح أكثر فوضى. ومع ذلك، وفي عصر العولمة، فالقارات لن تمثل جُزُراً، كما أن السؤال الأساسي لأوروبا هو: كيف تعيش في عالم تسيطر عليه النـزاعات والإرهاب والسلاح ومخالفة النظام؟ وأين ذهبت ثوابت الحرب الباردة وأحلافها؟
في النظام العالمي الأسبق، تأسس النظام الدولي، إما على السيطرة أو على التوازن. وقد كانت السيطرة هي الأسبق. في العالم القديم، كان معنى النظام وجود إمبراطورية. وأولئك الذين يعيشون في ظل الإمبراطورية يتمتعون بالنظام والثقافة والحضارة. غير أن تقسيم أوروبا إلى مجموعة دول متنوعة أدى إلى وجود تنافس. وتمثلت الصعوبة التي واجهها النظام الأوروبي بأنه يلقى تهديداً من جانبين، الأول هو خطر اندلاع الحرب وسقوط النظام في فخ الفوضى، والثاني هو خطر فوز قوة وحيدة في الحرب وسيطرتها على أوروبا. وكان الحل لهذه المعضلة هو توازن القوى. ومن خلال توازن القوى، الذي من خلاله وقد كان ميكيافيللي هو أول من نادى بعدم خضوع الدولة للقيود القيمية نفسها التي يخضع لها الأفراد.
لقد أدت عناصر ثلاثة إلى انتهاء توازن القوة: (1) الوحدة الألمانية في عام 1871. (2) تغير التقانة في نهاية القرن التاسع عشر، التي أدخلت الثورة الصناعية إلى أرض المعركة. (3) اتساع نطاق الوعي السياسي والاجتماعي، فلم تعُدْ قضايا الحرب والسلام حكراً على أقلية نخبوية موجهة دولياً.
لقد أدت الحربان في فترة ما بين عامي (1914-1945)، إلى تدمير كل من نظام توازن القوى الأوروبي التقليدي، وكذلك الإمبراطوريات الأوروبية ذاتها. كما أصبح توازن القوى متعدِّد القوميات القديم في أوروبا، مجرد توازن رعب ثنائي على المستوى العالمي. وعلى نحو غريب، تجمعت موازين القوى في الأنظمة القديمة في أوروبا وخارجها لتكوّن ما يشبه نظامَ توازن عالمياً بين الإمبراطوريات أو التكتلات، وهو ما يُعد تجسيداً نهائياً مبسطاً لميزان القوى.

ويقسم المؤلف العالم ما بعد الحرب الباردة إلى ثلاث مراحل :
#القسم_الاول : هناك العالم ما قبل الحديث مثل الصومال وليبريا حيث انهارت الدولة القومية وتركت الفوضي في أعقابها.
#القسم_الثاني : هو العالم الحديث حيث يبقي نظام الدولة الكلاسيكي هو الأساس. وفي هذه المناطق التي يطلق المؤلف عليها العالم الحديث هناك يسود نوع من السلام كما في الخليج وشرق آسيا، إما بسبب توازن القوي أو وجود قوي خارجية كالولايات المتحدة.

#القسم_الثالث حسب المؤلف هو العالم ما بعد الحديث وتحت هذا التصنيف يوجد الاتحاد الأوروبي فقط، بينما تحاول اليابان الانضمام إلي هذا العالم. إن كوبر لا يؤمن بأن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يتحول إلي دولة قومية واحدة لكنه علي الأرجح سيصبح كيانًا ما بعد قومي حيث تتلاشي الحدود بين السياسة الداخلية والخارجية.



اقرأ المزيد

نظرية الفوضى او نظرية الشواش

عبَّر المؤرخ والكاتب الأمريكي هنري أدامز (1918-1858) عن المعنى العلميChaos بشكل بليغ في قوله: "الشواش غالبًا ما يولِّد الحياة، بينما النظامorder يولِّد العادة."


وهو ما يشير إليه المضمون النهائى لنظرية الشواش ، وهو أن المقدمات البسيطة قد تقود إلى سلوك معقد. . كما أجرى إيليا بريغوجين بحوثًا إضافية ، وقادته بحوثُه لطرح مفهومي "التوازن" equilibrium والـ"بُعد عن التوازن" far-from-equilibrium كي يصف حالة النظام ، كاشفاً عن شروط البعد عن التوازن التي تقود لسلوك معاكس للسلوك الذي يتوقعه التفسير العلمى المألوف ، وقد وجد أن ظواهر التشعب والتنظيم الذاتي تنشأ عن المنظومات المتوازنة عندما تخضع للاضطراب . وقد كانت هذه الدراسات الخطوة التي قادته لنظرية التعقيد/الشواش 










التأرجح على حافة الفوضى منقول من 

http://ida2at.com/the-edge-of-chaos/


نموذج لمجموعة ماندلبروت

قدمت دراسة المنظومات البعيدة عن الاتزان في الفيزياء عبر ديناميكا الأنظمة System Dynamics فرصة ذهبية لعدد من المجالات كالبيولوجيا و الذكاء الاصطناعي والعلوم الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والدراسات الثقافية لامتلاك أدوات جديدة أكثر فاعلية لفهم تكوّن أنماط جديدة مُرتّبة ضمن النظم محل الدراسة و إرجاع تنوعها وتنظيمها لجانب فيزيائي الطبع من تكوينها، كان ذلك تحولًا ثوريًا ربط العلم كله في عقدة واحدة، تحول كامل لفهم الطبيعة من وجهة نظر اختزالية لوجهة نظر كلية، من وجهة نظر حتمية لعالم غير حتمي مسكون بالفوضى والجواذب attractors والإمكانات المفتوحة، من وجهة نظر تسمح بالانعكاس Reversible لوجهة نظر لا تسمح به Irreversible، من الحديث عن كينونات Beings للحديث عن صيرورات Becoming!
دعنا نضع تلخيصًا لما عنيناه في مقال سابق بـــ «التنظيم الذاتي» ثم نبدأ في شرح ما تعنيه المصطلحات المعقدة: يظهر التنظيم الذاتي بشكل لحظي من اضطراب بسيط في حالة بعيدة عن الاتزان تحفزه حلقات تغذية رجعية بعلاقات لا خطّية .
لفهم ما يعنيه مصطلح «تغذية رجعية Feedback» دعنا نفترض أنك مدير شركة ما لإنتاج حلوى الأطفال، سوف تطرح منتجك الأول في السوق ثم تقوم بعمل استقصاء لمعرفة رأي الجمهور في المنتج الجديد، بعد ذلك سوف تستخدم تلك المعلومات في تحسين إنتاج الجيل الثاني من إنتاجك ثم تقوم بعمل استفتاء آخر للجمهور وهكذا. إنه نفس المنطق الذي ترتفع به شعبية منشور ما على فيسبوك، سوف يعجب بعض الأفراد بالمنشور وسوف يدفع ذلك المنشور عبر خوارزمية فيسبوك للظهور أمام عدد أشخاص أكبر والحصول على عدد إعجابات أكتر و هكذا. التغذية الرجعية إذن تحدث حينما تعاود النتائج دورتها للتأثير على الأسباب مرة أخرى سواء بالسلب أو الإيجاب في حلقات مستمرة؛ لذلك تسمى Feedback Loops. لنحاول تطبيق ذلك على مثال رياضي.
في الرياضيات، تعني كلمة «دالة»: علاقة بين مدخلات و مخرجات. حينما نقول أن «دالة س تساوي (س+1)» يعني ذلك أن أي رقم «يدخل» صندوق الدالة «يخرج» مضافاً إليه 1، دالة 1 إذن = 2، و دالة 5 تساوي 6، و هكذا. هناك نوع من الدوال يسمى الدالة التكرارية iterated function و هي الدالة التي تكرر ذاتها بوضع المخرجات – النواتج – محل المدخلات مرة بعد مرة؛ أي أننا أمام حالة تغذية رجعية. دعنا الآن نجرب تكرارية الدالة د(س)=س+2 و نقارنها بتكرارية نفس الدالة مع رفع الـ س للأس 2:
هل تلاحظ الفرق؟، لقد كررنا كل من الدالتين 4 دورات فقط، في الدالة الأولى والتي يمكن اعتبارها علاقة «خطّية» ترتفع قيمة المخرجات من الدالة بشكل منتظم لتصل إلى الناتج 11 في نهاية الدورة الرابعة، بينما في الدالة الثانية والتي يمكن اعتبارها علاقة لاخطّية ترتفع قيمة المخرجات بشكل مجنون!، هذا ما يحدث حينما تُستخدم التغذية الرجعية في تكبير شأن اضطرابات بسيطة عن طريق علاقات لاخطية، قوانين غاية في البساطة تعطينا نتائج غاية في التعقيد. في الحقيقة قام بينوا ماندلبروت الرياضياتي الفرنسي-أمريكي باستخدام تلك الخاصية للدالة س2+2 و طبّقها على مستوى الأعداد المركبة Complex plane ثم قام بتمثيلها بصريًا ليخرج لنا واحدًا من أشهر الأشكال في تاريخ الرياضيات، بصمة الإله أو مجموعة ماندلبروت.
تنضم مجموعة ماندلبروت لكيان كامل من الهندسة يدعى الهندسة الكسيرية Fractals، و هو ما يمكننا من فهم حالات كثيرة من الانتظام الذاتي في الطبيعة، كتفرع الشجر و الأوعية الدموية في جسم الإنسان و انتظام كريستالات الثلج.. إلخ. إنها حالات من التكرار أو التجمع الذاتي Self-assembly حيث تتمكن نماذج معينة من تكرار ذاتها بشكل لا نهائي، لكن الفراكتلات لا تكرر ذاتها تمامًا، بل تتغاضى عن أهمية المقياس Scale في أثناء التكرار كما بالصورة:
دعنا نضرب مثالاً شهيرا هنا و هو منحنى كوخ، كالعادة نبدأ بقانون بسيط: في منتصف كل قطعة مستقيمة ضع ضلعي مثلث، و كرر العملية. في البداية يبدو الوضع بسيطًا – كما كان في الحالات الأولى من تكرار الدالة س منذ قليل، لكن بعد فترة ليست بطويلة يبدأ التنوع و التعقد في الظهور.
تستطيع تلك التغيرات التي سببتها التغذية الرجعية الموجبة من اضطرابات بسيطة أن تخلق ما نسميه جاذب Attractor، نقطة نظام صغيرة تنشأ في خضم حالة الفوضى تمتلك القدرة على «جذب» باقي النظام لتوجهاتها، بحيث يبدأ نمط جديد في التكون.
تدفع بنا تلك الحالة لما يمكن أن نسميه «تحول طوري Phase transition» و هو ما يحدث حينما يصنع تغير كمي بسيط في المدخلات انتقالاً نوعيًا كبيرًا في حالة النظام ككل، كأن يتحول الجليد لبخار مثلًا – «التسامي»، حيث يظل النظام – الجليد – محتفظًا بصلابته حتى درجة حرارة معينة تكسر تلك الحالة محدثة تحولًا نوعيًّا – ثورة – في شكل النظام لتحكمه قوانين و معايير أخرى جديدة، بعد سقوط النظام تنشأ حالة من الفوضى يحكم بعدها نظام جديد Regime shift، في تلك النقطة تتدخل نظرية التفرع Bifurcation theory لتقول إنه في الحالة الانتقالية يمكن للنظام أن يتطور لأكثر من حالة مستقبلية عبر وجود جواذب مختلفة، ويظهر تطور المنظومات على أنه نوع من التوازن المتقطع Punctuated Equilibrium؛ أي أنه يواجه حالات من الاتزان وحالات من التقلب خلال مراحل تطوره.
يُنظر هنا لتطور الأنظمة بجميع أشكالها: الفيزيائية، الاقتصادية، السياسية، البيولوجية.. إلخ، على أنه حالة من التفاعل المتبادل بين الانتظام و الفوضى، بحيث يحافظ النظام على ذاته في حالة بين الاتزان الشديد التي لا تسمح بأي نوع من التغير أو نشوء تطور و بين الفوضى الكاملة أو العشوائية، تسمى تلك الحالة: حافة الفوضى edge of chaos. كان أول من استخدم هذا المصطلح هو عالم الكومبيوتر كريستوفر لانجتون حينما أشار إلى مساحة بسيطة من التحولات في النظم الحاسوبية تتمكن من إنتاج ما يدعى الخلايا ذاتية السلوك Cellular Automaton والتي تعيد إنتاج ذاتها لتخلق هياكل منتظمة، لا تظهر البنى المعقدة Complex systems إلا في فضاء من التحول الطوري بين الأنظمة، المساحة صاحبة الاسم الأكثر درامية «حافة الفوضى»، أو صاحبة الاسم الأشهر في الفيزياء والكيمياء «الحالات البعيدة عن الاتزان Far from equilibrium».
نحتاج إذن لقدر مناسب من الإنتروبي – عدم الانتظام – لبدء عملية تنظيم ذاتي. دعنا نعيد النظر في مثال ضربناه في المقال السابق: إذا دخلت غرفتك التي كانت غير منظمة بالأمس لتجدها منظمة فسوف تتوقع فورًا أن أحدهم دخل و نظمها، لكن حالات التنظيم الذاتي لا تتطلب وجود تدخل خارجي يبذل طاقة للتنظيم، بل تتطلب بعض الإنتروبي لإعطاء النظام قدرًا من التنوع و الزخم لخلق أنماط جديدة، بحيث لا يحتاج النظام لتدخل خارجي. يقول إيليا بريجوجين: الإنتروبي ثمن البنية؛ أي: لكي نصنع بنية جديدة منظمة يجب أن ندفع ثمنها إنتروبيًا.
مصطلحات جديدة تمامًا تطرق باب العلم، فوضى و عشوائية و اضطراب وفكر نُطُمي و أنظمة متعقدة متكيفة تتمكن من اكتساب صفات من القوة Robustness لتلافي مشكلاتها و التكيف Adaptation لتتقدم للأمام، بل ربما في أثناء رحلتك مع كل تلك المفاهيم والبنى التي كوّنتها تفتقد للقدرة على الإجابة على أسئلة ببداهة: ما هي الحياة؟. فالجميع من حولك – كان حيًا أو غير حي، أو كان واعيًا أو غير واعٍ، بتصنيفاتك القديمة – يتعامل بنفس الطرائق و المبادئ على اختلاف مقاييسها، المجرات تتخذ أشكالاً حلزونية بديعة و ترتبط فيما بينها بنفس النمط الذي ترتبط به قرى مركز طلخا أو منيا القمح مثلًا، يتخذ البشر في حياتهم نفس الأنماط التي يتخذها النمل و الدلافين و قطعان الحمير الوحشية، تفتح تلك العلوم الجديدة المسمى مجموعها علوم التعقد Complexity sciences الباب لأسئلة جديدة تمامًا، و تدفعنا – كعادة العلم – للتشكك في مبادئ اعتقدنا فيما مضى أنها أساسات البنية العلمية، لكن دعني هنا أكرر سؤالي: ما هو العلم؟.
إذا كان العلم هو محاولة جاهدة من المجتمع البشري لفهم طبيعة وجود هذا العالم المجهول و وجودنا من خلاله فنحن إذن في لحظات ينتصر فيها العلم في مواجهة اعتناقنا لبعض الأفكار لمجرد أنها جميلة أو أنها «ما تعودنا عليه». إذا كنا نود فعلاً استكمال رحلتنا للفهم فيجب أن نتحمل بعض الضربات لما نعتقد أنه حتمي أو ضروري بينما هو ليس كذلك، إذا كنا نريد فهم الطبيعة فيجب أن نحترم رغبتها في التعبير عن نفسها كما ترغب لا كما نرغب
اقرأ المزيد

كتاب نظرية الفوضى: مقدمة قصيرة جدًّا

نظرية الفوضى: مقدمة قصيرة جدًّا

ليونارد سميث

ترجمة محمد سعد طنطاوي

مراجعة علا عبد الفتاح يس

مراجعه علميه أ. د. انتصارات محمد حسن الشبكي


هل يمكن لخَفْقةٍ من جَناح فراشةٍ أن تُحدِث إعصارًا على الجانب الآخَر من الأرض؟
تدرس نظريةُ الفوضى العواقبَ المستقبلية الهائلة التي يمكن أن تصنعها تغيُّراتٌ بسيطة في الحاضر. إنها فكرة بديهية، غير أنها تقودنا نحو فهمٍ جديدٍ وعميقٍ للعلوم الطبيعية.
يُقدِّم لنا ليونارد سميث في هذا الكتاب من سلسلة «مقدمة قصيرة جدًّا» أحدَ أكثر المجالات تشويقًا وأسرعها نموًّا في الرياضيات والعلوم في يومنا هذا؛ حيث يكشف لنا عن الجوانب الخلَّابة لمظاهر الفوضى في عالَم الواقع، بدءًا بحالة الطقس اليومية وانتهاءً بظاهرة الاحتباس الحراري.
اقرأ المزيد

نظريات صنع السياسة العامة

   النظريات السياسية: النظريات التقليدية
-       المدخل المؤسسي (المؤسسية التقليدية).
-       المنظور الطبقي والنظريات المقابلة: النخبة والجماعة
   نظرية النظم
-       نظرية النظم – نموذج ديفيد أسيتون
-       النظرية البنائية الوظيفية – جبرائيل الموند
   النظريات السياسية في مرحلة ما بعد السلوكية
    اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺮج ﻋﻦ ﺛﻼث ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت  اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ :
- ﺗﻘﻠﻴﺪ اﻟﺨﻴﺎر اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ Rational choice وهو ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻈﺎهرة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار  اﻟﻈﻮاهر اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﻔﺮد اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ، وهذا  اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﻨﻈﺮي هو اﻟﺬي ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع وﻋﻠﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ.
- اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺒﻨﻴﻮي: هو ﺑﺨﻼف اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻷول، يركز على اﻟﺴﻴﺎق واﻟﻤﺤﻴﻂ  اﻟﺒﻴﺌﻲ واﻟﻤﺎدي اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ رﺳﻢ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻠﻮكية ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﻴﻦ واﻷﻓﺮاد داﺧﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ  ككل أو ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.

- اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ: أو اﻟﺜﻘﺎﻓﻮي ، هو ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻧﻈﺮي ﻳﺮكز ﻋﻠﻰ دور اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻤﻌﺘﻘﺪات ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ  ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت ﺳﻠﻮكية وﺗﻨﻄﻴﻤﻴﺔ داﺧﻞ كل ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت.
النموذج المؤسسي Institutional Model : وفقا لهذا النموذج فإن الأنشطة السياسية والحكومية تتمحور من خلال المؤسسات الرسمية في الدولة وهي:
أ‌-       المؤسسة التشريعية.
ب‌-  التنفيذية .
ت‌-القضائية.  
 بحيث أن هذه المؤسسات هي التي تتخذ القرارات وتصنع السياسة العامة، فالسياسة العامة وفقا لهذا النموذج تتبناها وتنفذها الحكومة، وهي التي تضفي عليها 3 صفات أساسية وهي:
1.            الشرعية: بحيث تصبح هذه السياسات تحظى بالالتزامات القانونية، التي تفرض على الجهات الأخرى والمواطن الالتزام والعمل بها.
2.            الطابع العمومي (العمومية): أي أن السياسة العامة تتميز بطابعها العام، بحيث تشمل كل أفراد المجتمع.
3.            الفرض (الإجبار): أي أن الحكومة وحدها تستطيع فرض عقوبة على من يخالف سياساتها.
تقييم: إن هذا النموذج أصبح غير مجدي في أيامنا هذه كون أن الدولة الفاعل الرئيسي، قد تم تحييده في ظل وجود دور بارز لقوى أخرى، لذلك اتجه اهتمام المحللين إلى استخدام نظريات تتعلق بدراسة الجماعات والشبكات التي تحكم العلاقات بين الأفراد بدلا من الدولة.



نموذج الجماعة Group Model:
يقوم هذا الأنموذج :
على اعتبار ان التفاعل الحاصل بين الجماعات , يشكل مركز السياسات العامة, حيث يرتبط الافراد ذوو المصالح المتشابهه مع بعضهم البعض, بصورة رسمية أو لا رسمية لغرض الإلحاح على الحكومة في مطالبهم, وبهذا يؤلفون جماعة المصلحة تشترك في الاهتمام وتدعي ان رغباتها فوق رغبات الجماعات الأخرى في المجتمع وتشكل طابع وتوجه سياسي وتتفاعل معها مؤسسات الحكومة( ).  
   لقد أحدث مدخل الجماعة نقلة نوعية في طبيعة الدراسات السياسية:
- بتحويلها من دراسات جامدة سكونية إلى أخرى ديناميكية،و بذلك نقل الاهتمام بالهياكل و المؤسسات الرسمية إلى الاهتمام بالعمليات و النشاطات و التفاعلات
- كما نقل محور اهتمام علماء السياسة من التركيز على الدولة إلى الجماعة دون أن يعير ادني اهتمام للأفراد، إذ أن السلوك الفردي يصاغ من خلال الجماعة، فهي التي تضبط سلوك أعضائها وتوجهه، ولهذا فإن بانتلي قد أولى أهمية كبرى للجماعة في العملية السياسية بدلا من الأفراد والدول والدساتير وموضوعات السيادة و يعود الفضل في ابتكار هذا المدخل إلى العالم الأمريكي "آرثر بانتلي"  Arther bentleyعام 1908، إلا أن شهرة استخدامه جاءت على يدي ديفيد ترومان عام.1951 ( ).
 استنادا لهذا المنظور الذي يرى أن الجماعات الضاغطة هي القوى الفعلية المؤثرة في النظام السياسي، و هي الجماعات المتحكمة فعليا في عملية وضع السياسة العامة و تنفيذها، فإن المهمة الأساسية للنظام السياسي و التي لا بد له من القيام  هي إدارة أوجه الصراع و التفاعل بين هذه الجماعات من خلال:
1-   وضع القوانين التي تحكم و تنظم عمليات الصراع و التوفيق بين الجماعات.
2-   التوصل إلى الحلول التوفيقية بمراعاة الخيارات المختلفة المطروحة من قبل الجماعات.
3-   ترتيب الحلول الوسيطة و التوازنات بين المصالح.
4-   صياغة الحلول التوفيقية في شكل سياسات عامة.
5-   و ضع السياسة العامة موضع التنفيذ و تطبيقها بشكل قوي و فعال( ).
يستند أنموذج الجماعة الى مجموعة اطر فكرية وسلوكية خلال المحورين التاليين:
اولا: المحور الفكري الذي يعبر عن انموذج الجماعة وعن بنائها ووظيفتها وعن دورها وتأثيرها في السياسة العامة.
-   ينظر للجماعه كعملية متحركة وليست جامدة.
-   نشاطها نشاط توجيهي.
-   لكل جماعة مصلحة خاصة بها ينبغي دراستها وتحلييها.
-   يجب التفريق بين الجماعات الأصلية والمؤقته, ووادراك ان الافراد قد ينتمون لا كثر من جماعه.
-   جوهر أنموذج الجماعة يتركز على عملية التفاعل بين عدد كبير من الجماعات.
-   تتفاوت قوة الجماعة تبعا لا اعداد الاعضاء وكثافة الاهتمام واشكال التنظيم.
-   ليس كل نشاط الجماعة سياسيا حيث لها نشاط غير سياسي.
-   تعمل الحكومة بمثابة حكم بين الجماعات في صراعها, وكما قد تعمل على ازالة جماعة معينه عن محيط التاثير في السياسة العامة.
ثانيا: المحور التوازني الذي يحقق توازن النظام السياسي
ويتمثل بالعلاقة المنظبطة بين عدة قوى توازنية هي:
-   وجود جماعة كبيرة وشبه عامة وقد تكون مستترة تساند النظام السياسي القائم وتتحرك عندما تقوم ايه جماعة آخرى بمهاجمة النظام السياسي.
-   تداخل عضوية الجماعات التي ينتمي اليها الفرد تمنع من التطرف والتعارض مع القيم الاجتماعية والسياسة القائمة مما يضفي اعتدالا وتوسطا على مطالب الجماعات.
-   التنافس بين الجماعات يدعو الى اقامة التوازن والمرجعية ( ). 
                                   دور الجماعة في عملية صنع السياسة العامة
1.           نموذج النخبة Elite Model:
يرى أنصار نموذج النخبة (الصفوة) أنه ما من مجتمع مهما كان مستواه من التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، لا يخلو من أقلية ماهرة تسيطر وأكثرية تخضع لحكم تلك الأقلية، ويطلقون عليها اسم على تلك الأقلية الحاكمة اسم: الصفوة أو النخبة.
وترجع فكرة النخبة إلى عهود قديمة، ذلك أن النخبة أو الأقلية قد لازمت الوجود الإنساني في أبسط تكويناته الاجتماعية، وقد امتدح أفلاطون الحكام الفلاسفة ودعا إلى ضرورة الجمع بين الحكم والفلسفة لميلاد الدولة ونموها وكمالها، كما رأى ابن خلدون أن الناس يحتاجون في كل اجتماع إلى حاكم يحكم بينهم.
إلا أن بروز نظرية النخبة كان أكثر وضوحا مع نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي، وكان ذلك على أيدي مجموعة من المفكرين الغربيين ومنهم على وجه الخصوص، باريتو، موسكا، روبرتو ميشلز، رايت ميلز، برنهام، وقد رأى هؤلاء جميعا، أن هناك دائما في المجتمعات طبقة صغيرة متحكمة في الأغلبية الساحقة من الناس.
نادى بنظرية السلطة نخبة المفكر الامريكي رايت ميلز ( Mills C.Wright) في مؤلفه الذي نشره سنه 1956( )
وقد جاءت نظرية النخبة كرد على مفهوم الطبقة التي تبنته الماركسية كوحدة للتحليل. حيث تنظر الماركسية للمجتمع على أنه منقسم بين من يملك ومن لا يملك، بينما النخبة تنظر إليه على انه مقسم بين أقلية وأكثرية، بمعنى آخر شريحة: الحكام والمحكومين، أما الحكام فهم أقلية تستأثر بالقوة السياسية وتتخذ القرارات الهامة التي تؤثر على حياة المجتمع، ويأتي هذا التأثير انطلاقا من السيطرة إما بفعل الانتماء العائلي، أو التحكم في الموارد، أو تجسيد القيم الدينية أو الاجتماعية السائدة، أو ارتفاع المستوى التعليمي، أو حيازة مهارات معينة أو قدرات تنظيمية كبيرة، فضلا عن تماسكها في مواجهة القوى الأخرى في المجتمع، أما المحكومون فيمثلون الأغلبية التي لا تشارك ولا تؤثر في عملية صنع القرار وعليها السمع والطاعة.
لذلك يتوجب أن ينصب التحليل السياسي على هذه النخبة كمفتاح لفهم العملية السياسية. لذلك سعى الكثير من الباحثين إلى استخدام مفهوم النخبة كاقتراب لتحليل العمليات السياسية في البلدان المتخلفة فمثلا : "وليام كوانت" درس النخبة في الجزائر، و"زارتمان" درس النخبة في الشرق الأوسط،...
 ووفقا لهذا النموذج تكون السياسة العامة هي تلك التي تعبر عن قيم و تفضيلات النخبة الحاكمة، وأنها كنخبة متميزة هي التي تشكل  رأي الجمهور حول السياسة العامة، وهي التي تؤثر في الجمهور بأكثر مما تتأثر هي به.
وعليه فإن نموذج النخبة يتميز بفلسفة قائمة على الخصائص التالية:
- إن المجتمع وفقا لهذا النموذج ينقسم إلى قسمين: قسم مع من يمتلك القوة، وقسم مع من لا يمتلك القوة، وتبعا لذلك فإن تحول الأفراد من فئة الأكثرية إلى فئة الأقلية النخبوية، يقيد بضوابط شديدة، تكمن في الحفاظ على الاستقرار وتجنب حالات قيام الثورة، بحيث لا يدخل ضمن فئة النخبة إلا الذين يؤمنون فعلا بقيم النخبة والاقتناع بها والإخلاص لها.
- إن القلة الحاكمة ليست ممثلة للكثرة المستضعفة، حيث غالبا ما تكون النخبة الحاكمة من الطبقة العليا الغنية وذات النفوذ، والبعيدة عن الطبقات العامة ولا تلبي مطالبها، بل أنها تسعى فقط لتلبية مصالحها الخاصة.
لا يخضع النخبة لضغوط  الجماهير الأغلبية، إلا بنسبة محدودة، إذ أن النخبة هي التي تشكل مصدر الضغط والتأثير في الجماهير وليس العكس، كما أن آراء الجماهير عادة ما يتم تضليلها والتأثير عليها من قبل النخبة، دون أن يكون لتلك الجماهير أي رد فعل أو أثر يذكر في قيم النخبة.
يلائم هذا النموذج عددا من الأنظمة السياسية القائمة في المجتمعات الأفريقية والدول العربية والإسلامية ذات الأنظمة التقليدية، وأمريكا اللاتينية،...
تقييم:
1.             وفقا لنموذج النخبة تكون السياسة العامة استفزازية للجماهير، لكونها تعنى بالمصالح الخاصة على حساب المصالح العامة.
2.             يصعب تحديد أعضاء النخبة وجمع المعلومات عنهم.

3.نموذج النظم Systems Model: يعتبر ديفيد ايستون  (David easton)من أول العلماء السياسيين الذين حاولوا استعمال مفهوم النظام في الدراسات السياسية، ويعرف استون النظام بأنه: "تلك الظواهر التي تكون في مجموعها نظاما هو في الحقيقة جزء من مجموع النظام الاجتماعي ولكنه تفرع عنه بقصد البحث والتحليل ... ويتكون النظام السياسي من تلك العناصر المتصلة بالحكم وتنظيماته وبالجماعات السياسية والسلوك السياسي، ويمكن التعرف على حدود النظام السياسي من خلال مجموعة الأعمال التي تتصل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بصنع القرارات الإلزامية للمجتمع ... ومن ثم فإن كل عمل اجتماعي لا تتوافر فيه هذه الخاصية يجرد من مكونات النظام السياسي ويمكن اعتباره فورا أحد العوامل البيئية المحيطة".
ويقوم هذا النموذج على أساس مفاده أن السياسة العامة هي مخرج للنظام السياسي القائم في المجتمع والبيئة بمعنى أنها استجابة النظام السياسي إزاء الحاجيات والمطالب المطروحة عليه، ويعتمد في ذلك على المعلومات المطروحة من خلال المدخلات، المخرجات، التغذية العكسية.
اولا: المدخلات: Inputs وتتكون من العناصر التالية:
1.المطالب: وهي الحاجات والتفضيلات المختلفة لأفراد المجتمع، والتي تدخل إلى النظام السياسي كمطالب وتمثل ما يريده أو يسعى له الأفراد والجماعات لغرض إشباع مصالحهم العامة، ما يفرض على السلطات أن تستجيب لها بصورة أو بأخرى.
2.الدعم والمساندة: وتعبر عن التزام الأفراد والجماعات بما تقوم به الحكومة، وكذا علاقتهم بالسلطات والمؤسسات الرسمية، ويكون التأييد في أشكال عدة: كدفع الضرائب، تطبيق القوانين....
ولهذا السبب يرى استون أنه يجب على كل نظام سياسي أن يعمل على خلق والمحافظة على درجة عالية من التأييد، حيث أنه كلما انخفضت نسبة التأييد عن الحد الأدنى، فإن استمرارية وديمومة النظام السياسي تصبح معرضة للخطر.
1.            المعارضة أو المقاومة: وتكون هذه المعارضة من قبل الهيئات التي لديها مطالب ترمي إلى تحقيقها من خلال ممارستها لها للضغوط على النظام السياسي، كالأحزاب السياسية والجماعات المعارضة.
2.            المصادر والموارد: تمثل المصادر المادية والبشرية والموارد الموجودة في بيئة النظام السياسي على المستوى الداخلي والدولي، والتي يتم توظيفها تحقيقا لأهداف النظام وتنفيذ السياسة العامة.
المعلومات الراجعة: هي تلك المعلومات الصادرة من المجتمع تجاه السياسة العامة السابقة، والتي تشكل جملة مطالب جديدة.
الصندوق الأسود Black Box: يجسد النظام السياسي ويعبر عن كيفية تعامله مع المدخلات وتحويلها إلى مخرجات.

ثانيا: المخرجاتoutputs : تمثل المخرجات استجابات النظام السياسي للمطالب الفعلية التي تأتيه من البيئة، وتصدر هذه الاستجابات في شكل قرارات وأفعال معينة يقوم بها النظام السياسي، وهذه الاستجابات تختلف من نظام لآخر ومن وقت لآخر، وتعبر المخرجات عن طريقة تصرف النظام السياسي إزاء البيئة.
ثالثا: التغذية العكسية Feed back : يقصد بها مجموعة ردود أفعال البيئة على مخرجات النظام السياسي، وذلك في شكل طلبات وتأييد وموارد جديدة توجهها البيئة إلى النظام السياسي عبر المدخلات.
وتمثل التغذية العكسية (الاسترجاعية) ما يتلقاه أعضاء السلطة من معلومات عن نشاطاتهم، وتمثل أداة أساسية تساعد السلطات على تعديل أهدافها وتصحيح السلوكات وتقويم الأفعال.
يقول استون:" إن التغذية الاسترجاعية تسمح لأعضاء النظام بإدراك ذواتهم ومعرفتها، ومعرفة الوضعية التي يوجدون فيها، كما تزود النظام وتعيينه على اكتشاف وسائل جديدة واستطلاعها لمعالجة المشكلات وهكذا يكتسب النظام السياسي نضجا سياسيا.
تقييم: على الرغم من إسهاماته المختلفة في تطوير الدراسات السياسية، إلا أنه يؤخذ عليه ما يلي:
-              اهتمامه ينصب على مقومات النظام وطرق دعمه، وليس على عوامل تغييره وتطويره، فهو يكشف عن عناصر الاستمرار والاستقرار في النظام وطرق دعمه، وليس على عوامل تغييره وتطويره دون أن يستطيع تفسير كيف ولماذا يتطور النظام من وضع إلى آخر بصورة دقيقة، وبالتالي فإن هذا النموذج غير صالح لتناول النظم السياسية في فترات التغيير الثوري.
-              النظر إلى الحياة السياسية نظرة ميكانيكية تبسيطية تتجاهل تعقيداتها وخصائصها المتميزة كما يميل إلى التجريد والعمومية.
-              يتجاهل التاريخ، علما بأن الظاهرة السياسية ليست مقطوعة الصلة بالماضي.
-              الغموض الكائن حول كيفية اتخاذ القرارات وصنع السياسة العامة داخل الصندوق الأسود أي داخل النظام السياسي.
ومع ذلك فإن نظرية النظم تعد مفيدة لتنظيم معرفتنا حول صنع السياسة  مثل كيف تؤثر المدخلات البيئية في السياسة العامة وتطبيق النظام  السياسي، وكيف تحول المطالب إلى سياسة عامة إضافة إلى تأثير السياسة العامة في البيئة، وكذا معرفة طبيعة القوى والعوامل البيئية المولدة للمطالب المطروحة على النظام.     

محمد بلغيث محمد الشهري 
اقرأ المزيد