التنمية الثقافية اعداد : محمد بالغيث محمد الشهري
الملخص
من خلال ما تم جمعه ومناقشته.... يتضح الارتباط الوثيق بين المجالات بعضها ببعض وألا نغفل مجال أو نركز على مجال على حساب المجال الأخر فالتطوير الجزئي لا يعد تطويرا , والتطوير يجب أن يكون كلي شامل لجميع الجوانب.
ولكي نستطيع استشراف المستقبل في هذه المجالات لابد أن يكون التغيير أو التطوير في :
اولا: فلسفة التربية :
لابد من فلسفة تربوية جديدة للنظام التعليمي يقوم على تخفيض طغيان الفلسفة المثالية في النظام التعليمي, وتعزيز فرصة الفلسفة البراغماتية , لان المثالية تعني بتربية المتعلم على القيم والمثل العليا والمدرسة عبارة عن مؤسسة تتيح للمتعلمين فرصة التعرف إلى الحكمة المتوفرة في ثقافة المجتمع وتراثه, وكما أن هذه الفلسفة ترى أن المنهج هو عبارة عن معارف نظرية ومفاهيم مرتبطة بالحقيقة الكلية المطلقة التي يجب شرحها للطلاب, بهدف فهمها واستيعابها, والعملية التعليمية تعد جسرا يربط الفرد بالبيئة المحيطه به . بعكس الفلسفة البراغماتية التي تهتم بالتجريب والتطبيق والتفكير, وهي بذلك تجعل الطلاب اعضاء فاعلين ومشاركين, والمنهج عبارة عن محطة للتجريب والاختبار لتلبية احتياجات المجتمع المعاصرة ...., وهي تبحث عن النمو المعرفي عن طريق الاختبار والاستكشاف .....
فالطالب في هذه الفلسفة يتعلم ويتدرب من خلال مجموعه من المهارات العقلية والسلوكية التي يكتسبها, ليس من العملية التعليمة مباشرة فقط بل من خلال البيئة المدرسية والتفاعل ..., مما يجعله يستفيد من هذه المهارات في حياته العملية.
ويجب على النظام أن يوازن بين التربية الايمانية و الاخلاقية والنفسية العميقة....وكذلك يجب أن يؤكد على احترام الإنسان واحترام كرامته وحريته , واحترام حقه في المشاركة والمساءلة.وفي نفس الوقت يجب أن تعطي الفلسفة الجديدة أهمية لتنمية القدرات العقلية لدى الطالب .
ثانيا: وثيقة جديدة لسياسة التعليم:
لان السياسات تتطور وتتغير بتغير المجتمع والثقافة والاحوال المحلية والدولية, وان تركز على الأسس التي تعكس القيم الثقافية الأصيلة التي يتبناها المجتمع, مع مراعاة التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على تلك القيم مع الاهتمام بالمستقبل واحتياجاته ومتطلباته العلمية والثقافية....
ثالثا: الغاء مركزية وزارة التربية والتعليم:
النظام المركزي لا يتيح فرصة للتطوير الحقيقي مما يقتل الابداع والمرونة وتوزيع المسؤليات , والمعروف أن اكبر وزارة هي وزارة التربية والتعليم من حيث المساحة الجغرافية وضخامة مسؤلياته الخ,
رابعا : تطوير المناهج الدراسية:
تطوير المناهج على مستويات عدة ,منها المعرفي والفكري والأخلاقي والسلوكي والمهاري, وادخال تعديلات جدذرية على السلم التعليمي مع توزيع المستويات العلمية والمعرفية وتخفيض كمية المعارف والمناهج في الصفوف الأولية والتركيز على العمليات والمهارات ..وكل مرحله لها تركيز يختص بها ...
خامسا: تدريب المعلم والاهتمام به:
من خلال وضع ميزات مالية , وتقديم خدمات اضافية مثل الصحية ....ورفع مستوى الدعم و التشجيع, ووضع سياسة جديدة حازمة في اختيار العناصر المبدعه , وتطوير برامج اعدادهم , واشراكهم في كل الاجراءات التي تخصهم .
سادسا: مشاركة الأسرة في مسؤولية التعليم:
وضع اليات جديدة لإشراك الاباء والأمهات في تحمل مسؤولية التعليم وفي تقييم أداء المدارس و وتحفيز المعلمين ...
ماذا نريد من التعليم؟
التنمية الثقافية , تنمية اقتصاد المعرفة ,التنمية المعلوماتية والتقنية
من خلال ما سبق نرى أن المجالات الثلاثة و المجالات التنمية المعرفية والتنمية الاجتماعية وتنمية القيم الدينية والوطنية ترتبط ارتباطا وثيقا بعضها ببعض وتكمل بعضها البعض , وتؤثر وتتأثر ببعضها ,فهي ثؤثر على الفرد والمجتمع وتتأثر به, ومن هنا يجب ربطها اولا بخطط التنمية , والاهتمام بهذه الجوانب من حيث تخيصص الميزانيات والدعم الكامل وتوفير كل متطلباتها , فهي الركيزة الأساسية لنمو المجتمع التنمية المستدامة .
- كيف نستشرف الثقافة والاقتصاد المعرفي والانفجار المعلوماتي والتقني وما نتوقعه من التعليم حيال ذلك ؟
- كيف تترجم في الأهداف العامة والخاصة والصفية والسلوكية كيف نطبقها؟
- وما هو دور الطالب فيها؟
وللإجابة على ما سبق يجب اولا تعريف كل مجال وأثره في الفرد والمجتمع وما يجب على التعليم حيال ذلك.
مفهوم الثقافة : تعني المعرفة العامة، أي الأخذ من كلّ علم بطرف، ومن ثم تعتبر الثقافة هي الجانب الفكري والروحي من الحياة الذي يقوم على المعتقدات الدينية والتقاليد الأصيلة واللغة وآدابها والعلم ومنجزاته، كلّ ذلك بالتفاعل مع روح العصر بما يتفق معها ويغذيها. ويعتبر التعليم المصدر الرئيسي للثقافة، وكذلك الموجه لتطبيق التربية المثلى في معناها الأكثر شمولاً واتساعاً.
اثر الثقافة على الفرد والمجتمع
تؤدي الثقافة دوراً كبيراً في حياة الإنسان، فهي متنفسه الوحيد في كل وقت وحين، خاصة في أوقات الأزمات والشدائد، فالكثير من الأعمال الأدبية والفكرية إنما هي نتاج ظروف وأزمات مر بها أصحابها، ومن ثم أصبحت فيما بعد أعمالاً خالدة.
فالثقافة وعاء التعليم بدءاً من الأهداف ثم المناهج ووسائل وأساليب التعليم، وصولاً إلى عملية التقويم لنتاج العملية التعليمية، والثقافة والتعليم وجهان لعملة واحدة، فعملية التعليم كوسيلة تساعد الفرد على استقبال ثقافته وفهمها واستيعاب مضامينها الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمعرفية، متخذة شكلاً من التآلف، والانسجام على مستوى الفرد والمجتمع، كما أن الثقافة أعم وأشمل من التعليم أو حتى المعرفة والأفكار، وأوثق صلة بالإنسان، فهي تكوّن في مجموعها جميع الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ ولادته وحتى سنين متأخرة من حياته حتى يصبح تأثيرها في علاقة الفرد مع الوسط الاجتماعي الذي ولد فيه( )
والثقافة والتربية مجالان متداخلان وعلاقتهما تبادلية لما بينهما من ترابط وثيق. تتكامل رسالة الثقافة من رسالة العلم والتربية حتى يمكن لهذا التكامل أن يحقق كمال الإنسان. ولن تتحقق هذه الغاية إلا من خلال التفاعل الخلاق بين هذا الثالوث المتكامل: التعليم والثقافة والتربية.
ويعرفها الإنجليزي تايلور (Taylor) اصطلاحاً بأنها " الكل المعقد الذي يضم المعرفة والمعتقدات والفن ، والأخلاق ، والقانون ، والتقاليد ، وكل الإمكانات الأخرى التي يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع " ( )
وعند في التربية فإن الثقافة هي: "مجموعة الأفكار والمثل والتقاليد والعادات والمهارات وطريقة التفكير وأساليب الحياة والنظام الأسري وتراث الماضي.. ووسائل الانتقال والاتصال وطبيعة المؤسسات الاجتماعية في المجتمع الواحد ( ).
كما ترتبط الثقافة بالجوانب غير الرسيمةمن المنظمات فهي تركز على قيم ومعتقدات ومعايير الأفراد في المنظمة, وكيف تلتحم هذه المدركات الفردية في معان مشتركة, وتظهر من خلال الرموز والطقوس وليس من خلال البنية الرسمة للمنظمة ( ).
ويرمز لثقافة المدرسة من خلال:
1- مفاهيميا أو لفظيا: من خلال اللغة والتعبير عن أهداف المنظمة.
2- سلوكيا: من خلال الاحتفلات والقواعد والآليات المساندة والتأقلم الاجتماعي.
3- بصريا وماديا: من خلال المرافق والشعارات الزخرفية والازياء الموحدة ( ).
والتربية والتعليم هما الوعاء الذي يحتضن التنمية الثقافية المتمثلة بكل أشكال التطوير والارتقاء والتبادل الثقافي , وهذا الوعاء يشكل جسراً يربط بين مفهوم التنمية, ومفهوم الثقافة, اللذين يرتبط بعضهما ببعض , بتناسب طردي متبادل, فكلما زادت الثقافة زادت التنمية, وكلما زادت التنمية زادت الثقافة .
علاقة الثقافة بالتنمية:
أما التنمية الثقافية فهي الزيادة في الثقافة بكل أشكالها وجوانبها وظواهرها ونشاطاتها, ولكل ظاهرة في هذا الكون بعد ثقافي , فتنمية البعد الثقافي الاقتصادي يسهل التنمية الاقتصادية, وتنمية البعد الثقافي الصناعي يجّود تطور التنمية الصناعية, وتنمية البعد الثقافي الزراعي يحسن التنمية الزراعية ويعجلها . . . وهكذا في كل المجالات .
دور التعليم العام في تنمية الثقافة:
من حيث السياسة التعليمية:
يجب أن تركز على عدد من الأسس التي تعكس القيم الثقافية الاصيلة التي يتبناها المجتمع مع مراعاة المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على تلك القيم, في خلال عقود من التنمية والتحضر, ومع الاهتمام بالمستقبل واحتياجاته ومتطلباته العلمية والثقافية(ال )
أولاً :فلسفة التعليم :
1- التعليم الحقيقى يعنى تنمية الفرد من جميع الجوانب: العقلية والبدنية والثقافية والاجتماعية والدينية والخلقية، والجمالية، فى شمول وتكامل واتزان، بحيث لا يطغى جانب على آخر.
2- تطوير العملية التعليمية بما ينسجم وتطورات العصر سيساهم بشكل نوعي وأساسي في إعلاء شأن الثقافة والمعرفة في المجتمع.
ثانياً: على مستوى السياسة والأهداف
1- تأكيد الهويّة الثقافية وتعزيزها والحفاظ عليها.
1- تأكيد الهويّة الثقافية وتعزيزها والحفاظ عليها.
2- تعزيز دور اللغة في المحافظة على الهوية وتوطين المعرفة.
3- تشجيع إلزامية التعليم في مراحل التعليم العام والاهتمام بالتعليم النظامي وغير النظامي ولا نظامي والتعليم العرضي.
4- حفظ التراث الثقافي، وتطوير العادات والتقاليد الإجتماعية.
5- محاربة الجهل والأمية وزيادة نسب المتلمين في المجتمع.
6- تشجيع وتنمية الروح العلمية الباعثة علي النمو والتطور .
7- تشجيع الإبداع وتعزيز المشاركة في الحياة الثقافية لمواجهة المستقبل ومجابهة تحديات العولمة والمحو الثقافي.
8- تنمية الذوق الفني والجمالي وتقدير جمال الطبيعة والمحافظة عليه.
ثالثًا: المراحل التعليمية:
1- تحقيق جودة التعليم في مراحل التعليم العام وتقليل نسب الهدر والتسرب.
2- تفعيل المكتبات المدرسية وتنوعها وتشجيع الطلاب على القراءة والإطلاع.
رابعا :من حيث المعلم
- مساندة المعلمين (التعويضي) لتخفيف الضغط عن المدرسين لتمكنهم من التركيز على مهامه الأساسية
- تمكين المعلمين مما يكسبهم الثقة والشعور بان التغيير في ايديهم ( ).
- أن يتيح إعداد معلم المستقبل قدراته على فهم جيد لطبيعة تلميذ "مدرسة المستقبل" ، وفهم أوسع لطبيعة المجتمع ، ومعرفة واضحة بالمتغيرات العالمية الجارية .
- إعداد معلم المستقبل لا بد وأن يتم في ضوء فلسفة تمهين التعليم ، الأمر الذي سيترتب عليه تغيير النظرة إلى المعلم وإلى عملية التعليم برمتها .
خامسا: المنهج : (كيف انمي هذه الثقافة في الطالب ؟ تترجم في المناهج وفي الأنشطة المدرسية )
1- إعداد مناهج دراسية تربوية جديدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة في التربية الدينية، وعلوم اللغة العربية، والتاريخ والجغرافية، والوطنية العامة، وحتى الكتب العلمية الصرفة. فالمنهج والكتاب المدرسي في أي بلد له دور أصيل في بناء وتشكيل شخصية الأفراد، بل والمجتمع. كما أنّه يعكس تطلّعات الأمّة وطموحاتها وآمالها في أجيالها القادمة، وفي صورة المجتمع الحاضرة والمستقبلة.
2- إعداد البرامج الدراسية النافعة لأفراد المجتمع ، التي تبني المنهج الشمولي في فهم الدين، والسلوك والحركة والبناء الحضاري، وفق منهج أصولي سليم، يعتمد فقط على أسس العلم، ومقتضيات العقل، ومرتكزات الفطرة السليمة ( ).
من حيث المحتوى:
- أن يكون لمقررات اللغة العربية مكانة خاصة في محتوى منهج "مدرسة المستقبل" للأرتقاء" بمستوى تعليمها ، وإكساب الطلاب مهاراتها بوصفها اللغة الأم والأداة الهامة للتواصل الاجتماعي والثقافي والتاريخي بين الشعوب العربية
- أن يكون للنشاطات التدريبية والتجارب مكانة هامة في منهج " مدرسة المستقبل" بما يخدم الطلاب بربط معارفهم ومعلوماتهم بالحياة وبالبيئة المحلية ( ).
سادسا: من حيث التقويم
- اشراك المتعلمين في تقييم أداء المدرسين.
- إشراك الاباء والامهات في تقييم أداء المدرسين ( ).
- أن لا تقتصر علميات تقويم الطالب على الجوانب المعرفية والمهارية فقط ، بل يجب أن تتعدى هذه المسألة إلى قياس الجوانب القيمية ، والتطبيقية والعملية .
سابعا : من حيث الطالب
كيف نجعل الطالب قوى في ثقافته ويدافع عنها؟
- الانضباط اثناء التغيير
- الاهتمام بالفرد وبحرية الرآي ومشاركتهم. الغرب اهتم بالفرد وبعقل الفرد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق