← النظريات السياسية: النظريات التقليدية
- المدخل المؤسسي (المؤسسية التقليدية).
- المنظور الطبقي والنظريات المقابلة: النخبة والجماعة
← نظرية النظم
- نظرية النظم – نموذج ديفيد أسيتون
- النظرية البنائية الوظيفية – جبرائيل الموند
← النظريات السياسية في مرحلة ما بعد السلوكية
اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺮج ﻋﻦ ﺛﻼث ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺳﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ :
- ﺗﻘﻠﻴﺪ اﻟﺨﻴﺎر اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ Rational choice وهو ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻈﺎهرة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﻈﻮاهر اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎت اﻟﻔﺮد اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ، وهذا اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﻨﻈﺮي هو اﻟﺬي ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع وﻋﻠﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ.
- اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺒﻨﻴﻮي: هو ﺑﺨﻼف اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻷول، يركز على اﻟﺴﻴﺎق واﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﺒﻴﺌﻲ واﻟﻤﺎدي اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ رﺳﻢ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻠﻮكية ﻟﻠﻔﺎﻋﻠﻴﻦ واﻷﻓﺮاد داﺧﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ككل أو ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
- اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ: أو اﻟﺜﻘﺎﻓﻮي ، هو ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻧﻈﺮي ﻳﺮكز ﻋﻠﻰ دور اﻟﻘﻴﻢ واﻟﻤﻌﺘﻘﺪات ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت ﺳﻠﻮكية وﺗﻨﻄﻴﻤﻴﺔ داﺧﻞ كل ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت.
النموذج المؤسسي Institutional Model : وفقا لهذا النموذج فإن الأنشطة السياسية والحكومية تتمحور من خلال المؤسسات الرسمية في الدولة وهي:
أ- المؤسسة التشريعية.
ب- التنفيذية .
ت-القضائية.
بحيث أن هذه المؤسسات هي التي تتخذ القرارات وتصنع السياسة العامة، فالسياسة العامة وفقا لهذا النموذج تتبناها وتنفذها الحكومة، وهي التي تضفي عليها 3 صفات أساسية وهي:
1. الشرعية: بحيث تصبح هذه السياسات تحظى بالالتزامات القانونية، التي تفرض على الجهات الأخرى والمواطن الالتزام والعمل بها.
2. الطابع العمومي (العمومية): أي أن السياسة العامة تتميز بطابعها العام، بحيث تشمل كل أفراد المجتمع.
3. الفرض (الإجبار): أي أن الحكومة وحدها تستطيع فرض عقوبة على من يخالف سياساتها.
تقييم: إن هذا النموذج أصبح غير مجدي في أيامنا هذه كون أن الدولة الفاعل الرئيسي، قد تم تحييده في ظل وجود دور بارز لقوى أخرى، لذلك اتجه اهتمام المحللين إلى استخدام نظريات تتعلق بدراسة الجماعات والشبكات التي تحكم العلاقات بين الأفراد بدلا من الدولة.
نموذج الجماعة Group Model:
يقوم هذا الأنموذج :
على اعتبار ان التفاعل الحاصل بين الجماعات , يشكل مركز السياسات العامة, حيث يرتبط الافراد ذوو المصالح المتشابهه مع بعضهم البعض, بصورة رسمية أو لا رسمية لغرض الإلحاح على الحكومة في مطالبهم, وبهذا يؤلفون جماعة المصلحة تشترك في الاهتمام وتدعي ان رغباتها فوق رغبات الجماعات الأخرى في المجتمع وتشكل طابع وتوجه سياسي وتتفاعل معها مؤسسات الحكومة( ).
لقد أحدث مدخل الجماعة نقلة نوعية في طبيعة الدراسات السياسية:
- بتحويلها من دراسات جامدة سكونية إلى أخرى ديناميكية،و بذلك نقل الاهتمام بالهياكل و المؤسسات الرسمية إلى الاهتمام بالعمليات و النشاطات و التفاعلات
- كما نقل محور اهتمام علماء السياسة من التركيز على الدولة إلى الجماعة دون أن يعير ادني اهتمام للأفراد، إذ أن السلوك الفردي يصاغ من خلال الجماعة، فهي التي تضبط سلوك أعضائها وتوجهه، ولهذا فإن بانتلي قد أولى أهمية كبرى للجماعة في العملية السياسية بدلا من الأفراد والدول والدساتير وموضوعات السيادة و يعود الفضل في ابتكار هذا المدخل إلى العالم الأمريكي "آرثر بانتلي" Arther bentleyعام 1908، إلا أن شهرة استخدامه جاءت على يدي ديفيد ترومان عام.1951 ( ).
استنادا لهذا المنظور الذي يرى أن الجماعات الضاغطة هي القوى الفعلية المؤثرة في النظام السياسي، و هي الجماعات المتحكمة فعليا في عملية وضع السياسة العامة و تنفيذها، فإن المهمة الأساسية للنظام السياسي و التي لا بد له من القيام هي إدارة أوجه الصراع و التفاعل بين هذه الجماعات من خلال:
1- وضع القوانين التي تحكم و تنظم عمليات الصراع و التوفيق بين الجماعات.
2- التوصل إلى الحلول التوفيقية بمراعاة الخيارات المختلفة المطروحة من قبل الجماعات.
3- ترتيب الحلول الوسيطة و التوازنات بين المصالح.
4- صياغة الحلول التوفيقية في شكل سياسات عامة.
5- و ضع السياسة العامة موضع التنفيذ و تطبيقها بشكل قوي و فعال( ).
يستند أنموذج الجماعة الى مجموعة اطر فكرية وسلوكية خلال المحورين التاليين:
اولا: المحور الفكري الذي يعبر عن انموذج الجماعة وعن بنائها ووظيفتها وعن دورها وتأثيرها في السياسة العامة.
- ينظر للجماعه كعملية متحركة وليست جامدة.
- نشاطها نشاط توجيهي.
- لكل جماعة مصلحة خاصة بها ينبغي دراستها وتحلييها.
- يجب التفريق بين الجماعات الأصلية والمؤقته, ووادراك ان الافراد قد ينتمون لا كثر من جماعه.
- جوهر أنموذج الجماعة يتركز على عملية التفاعل بين عدد كبير من الجماعات.
- تتفاوت قوة الجماعة تبعا لا اعداد الاعضاء وكثافة الاهتمام واشكال التنظيم.
- ليس كل نشاط الجماعة سياسيا حيث لها نشاط غير سياسي.
- تعمل الحكومة بمثابة حكم بين الجماعات في صراعها, وكما قد تعمل على ازالة جماعة معينه عن محيط التاثير في السياسة العامة.
ثانيا: المحور التوازني الذي يحقق توازن النظام السياسي
ويتمثل بالعلاقة المنظبطة بين عدة قوى توازنية هي:
- وجود جماعة كبيرة وشبه عامة وقد تكون مستترة تساند النظام السياسي القائم وتتحرك عندما تقوم ايه جماعة آخرى بمهاجمة النظام السياسي.
- تداخل عضوية الجماعات التي ينتمي اليها الفرد تمنع من التطرف والتعارض مع القيم الاجتماعية والسياسة القائمة مما يضفي اعتدالا وتوسطا على مطالب الجماعات.
- التنافس بين الجماعات يدعو الى اقامة التوازن والمرجعية ( ).
دور الجماعة في عملية صنع السياسة العامة
1. نموذج النخبة Elite Model:
يرى أنصار نموذج النخبة (الصفوة) أنه ما من مجتمع مهما كان مستواه من التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، لا يخلو من أقلية ماهرة تسيطر وأكثرية تخضع لحكم تلك الأقلية، ويطلقون عليها اسم على تلك الأقلية الحاكمة اسم: الصفوة أو النخبة.
وترجع فكرة النخبة إلى عهود قديمة، ذلك أن النخبة أو الأقلية قد لازمت الوجود الإنساني في أبسط تكويناته الاجتماعية، وقد امتدح أفلاطون الحكام الفلاسفة ودعا إلى ضرورة الجمع بين الحكم والفلسفة لميلاد الدولة ونموها وكمالها، كما رأى ابن خلدون أن الناس يحتاجون في كل اجتماع إلى حاكم يحكم بينهم.
إلا أن بروز نظرية النخبة كان أكثر وضوحا مع نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي، وكان ذلك على أيدي مجموعة من المفكرين الغربيين ومنهم على وجه الخصوص، باريتو، موسكا، روبرتو ميشلز، رايت ميلز، برنهام، وقد رأى هؤلاء جميعا، أن هناك دائما في المجتمعات طبقة صغيرة متحكمة في الأغلبية الساحقة من الناس.
نادى بنظرية السلطة نخبة المفكر الامريكي رايت ميلز ( Mills C.Wright) في مؤلفه الذي نشره سنه 1956( )
وقد جاءت نظرية النخبة كرد على مفهوم الطبقة التي تبنته الماركسية كوحدة للتحليل. حيث تنظر الماركسية للمجتمع على أنه منقسم بين من يملك ومن لا يملك، بينما النخبة تنظر إليه على انه مقسم بين أقلية وأكثرية، بمعنى آخر شريحة: الحكام والمحكومين، أما الحكام فهم أقلية تستأثر بالقوة السياسية وتتخذ القرارات الهامة التي تؤثر على حياة المجتمع، ويأتي هذا التأثير انطلاقا من السيطرة إما بفعل الانتماء العائلي، أو التحكم في الموارد، أو تجسيد القيم الدينية أو الاجتماعية السائدة، أو ارتفاع المستوى التعليمي، أو حيازة مهارات معينة أو قدرات تنظيمية كبيرة، فضلا عن تماسكها في مواجهة القوى الأخرى في المجتمع، أما المحكومون فيمثلون الأغلبية التي لا تشارك ولا تؤثر في عملية صنع القرار وعليها السمع والطاعة.
لذلك يتوجب أن ينصب التحليل السياسي على هذه النخبة كمفتاح لفهم العملية السياسية. لذلك سعى الكثير من الباحثين إلى استخدام مفهوم النخبة كاقتراب لتحليل العمليات السياسية في البلدان المتخلفة فمثلا : "وليام كوانت" درس النخبة في الجزائر، و"زارتمان" درس النخبة في الشرق الأوسط،...
ووفقا لهذا النموذج تكون السياسة العامة هي تلك التي تعبر عن قيم و تفضيلات النخبة الحاكمة، وأنها كنخبة متميزة هي التي تشكل رأي الجمهور حول السياسة العامة، وهي التي تؤثر في الجمهور بأكثر مما تتأثر هي به.
وعليه فإن نموذج النخبة يتميز بفلسفة قائمة على الخصائص التالية:
- إن المجتمع وفقا لهذا النموذج ينقسم إلى قسمين: قسم مع من يمتلك القوة، وقسم مع من لا يمتلك القوة، وتبعا لذلك فإن تحول الأفراد من فئة الأكثرية إلى فئة الأقلية النخبوية، يقيد بضوابط شديدة، تكمن في الحفاظ على الاستقرار وتجنب حالات قيام الثورة، بحيث لا يدخل ضمن فئة النخبة إلا الذين يؤمنون فعلا بقيم النخبة والاقتناع بها والإخلاص لها.
- إن القلة الحاكمة ليست ممثلة للكثرة المستضعفة، حيث غالبا ما تكون النخبة الحاكمة من الطبقة العليا الغنية وذات النفوذ، والبعيدة عن الطبقات العامة ولا تلبي مطالبها، بل أنها تسعى فقط لتلبية مصالحها الخاصة.
لا يخضع النخبة لضغوط الجماهير الأغلبية، إلا بنسبة محدودة، إذ أن النخبة هي التي تشكل مصدر الضغط والتأثير في الجماهير وليس العكس، كما أن آراء الجماهير عادة ما يتم تضليلها والتأثير عليها من قبل النخبة، دون أن يكون لتلك الجماهير أي رد فعل أو أثر يذكر في قيم النخبة.
يلائم هذا النموذج عددا من الأنظمة السياسية القائمة في المجتمعات الأفريقية والدول العربية والإسلامية ذات الأنظمة التقليدية، وأمريكا اللاتينية،...
تقييم:
1. وفقا لنموذج النخبة تكون السياسة العامة استفزازية للجماهير، لكونها تعنى بالمصالح الخاصة على حساب المصالح العامة.
2. يصعب تحديد أعضاء النخبة وجمع المعلومات عنهم.
3.نموذج النظم Systems Model: يعتبر ديفيد ايستون (David easton)من أول العلماء السياسيين الذين حاولوا استعمال مفهوم النظام في الدراسات السياسية، ويعرف استون النظام بأنه: "تلك الظواهر التي تكون في مجموعها نظاما هو في الحقيقة جزء من مجموع النظام الاجتماعي ولكنه تفرع عنه بقصد البحث والتحليل ... ويتكون النظام السياسي من تلك العناصر المتصلة بالحكم وتنظيماته وبالجماعات السياسية والسلوك السياسي، ويمكن التعرف على حدود النظام السياسي من خلال مجموعة الأعمال التي تتصل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بصنع القرارات الإلزامية للمجتمع ... ومن ثم فإن كل عمل اجتماعي لا تتوافر فيه هذه الخاصية يجرد من مكونات النظام السياسي ويمكن اعتباره فورا أحد العوامل البيئية المحيطة".
ويقوم هذا النموذج على أساس مفاده أن السياسة العامة هي مخرج للنظام السياسي القائم في المجتمع والبيئة بمعنى أنها استجابة النظام السياسي إزاء الحاجيات والمطالب المطروحة عليه، ويعتمد في ذلك على المعلومات المطروحة من خلال المدخلات، المخرجات، التغذية العكسية.
اولا: المدخلات: Inputs وتتكون من العناصر التالية:
1.المطالب: وهي الحاجات والتفضيلات المختلفة لأفراد المجتمع، والتي تدخل إلى النظام السياسي كمطالب وتمثل ما يريده أو يسعى له الأفراد والجماعات لغرض إشباع مصالحهم العامة، ما يفرض على السلطات أن تستجيب لها بصورة أو بأخرى.
2.الدعم والمساندة: وتعبر عن التزام الأفراد والجماعات بما تقوم به الحكومة، وكذا علاقتهم بالسلطات والمؤسسات الرسمية، ويكون التأييد في أشكال عدة: كدفع الضرائب، تطبيق القوانين....
ولهذا السبب يرى استون أنه يجب على كل نظام سياسي أن يعمل على خلق والمحافظة على درجة عالية من التأييد، حيث أنه كلما انخفضت نسبة التأييد عن الحد الأدنى، فإن استمرارية وديمومة النظام السياسي تصبح معرضة للخطر.
1. المعارضة أو المقاومة: وتكون هذه المعارضة من قبل الهيئات التي لديها مطالب ترمي إلى تحقيقها من خلال ممارستها لها للضغوط على النظام السياسي، كالأحزاب السياسية والجماعات المعارضة.
2. المصادر والموارد: تمثل المصادر المادية والبشرية والموارد الموجودة في بيئة النظام السياسي على المستوى الداخلي والدولي، والتي يتم توظيفها تحقيقا لأهداف النظام وتنفيذ السياسة العامة.
المعلومات الراجعة: هي تلك المعلومات الصادرة من المجتمع تجاه السياسة العامة السابقة، والتي تشكل جملة مطالب جديدة.
الصندوق الأسود Black Box: يجسد النظام السياسي ويعبر عن كيفية تعامله مع المدخلات وتحويلها إلى مخرجات.
ثانيا: المخرجاتoutputs : تمثل المخرجات استجابات النظام السياسي للمطالب الفعلية التي تأتيه من البيئة، وتصدر هذه الاستجابات في شكل قرارات وأفعال معينة يقوم بها النظام السياسي، وهذه الاستجابات تختلف من نظام لآخر ومن وقت لآخر، وتعبر المخرجات عن طريقة تصرف النظام السياسي إزاء البيئة.
ثالثا: التغذية العكسية Feed back : يقصد بها مجموعة ردود أفعال البيئة على مخرجات النظام السياسي، وذلك في شكل طلبات وتأييد وموارد جديدة توجهها البيئة إلى النظام السياسي عبر المدخلات.
وتمثل التغذية العكسية (الاسترجاعية) ما يتلقاه أعضاء السلطة من معلومات عن نشاطاتهم، وتمثل أداة أساسية تساعد السلطات على تعديل أهدافها وتصحيح السلوكات وتقويم الأفعال.
يقول استون:" إن التغذية الاسترجاعية تسمح لأعضاء النظام بإدراك ذواتهم ومعرفتها، ومعرفة الوضعية التي يوجدون فيها، كما تزود النظام وتعيينه على اكتشاف وسائل جديدة واستطلاعها لمعالجة المشكلات وهكذا يكتسب النظام السياسي نضجا سياسيا.
تقييم: على الرغم من إسهاماته المختلفة في تطوير الدراسات السياسية، إلا أنه يؤخذ عليه ما يلي:
- اهتمامه ينصب على مقومات النظام وطرق دعمه، وليس على عوامل تغييره وتطويره، فهو يكشف عن عناصر الاستمرار والاستقرار في النظام وطرق دعمه، وليس على عوامل تغييره وتطويره دون أن يستطيع تفسير كيف ولماذا يتطور النظام من وضع إلى آخر بصورة دقيقة، وبالتالي فإن هذا النموذج غير صالح لتناول النظم السياسية في فترات التغيير الثوري.
- النظر إلى الحياة السياسية نظرة ميكانيكية تبسيطية تتجاهل تعقيداتها وخصائصها المتميزة كما يميل إلى التجريد والعمومية.
- يتجاهل التاريخ، علما بأن الظاهرة السياسية ليست مقطوعة الصلة بالماضي.
- الغموض الكائن حول كيفية اتخاذ القرارات وصنع السياسة العامة داخل الصندوق الأسود أي داخل النظام السياسي.
ومع ذلك فإن نظرية النظم تعد مفيدة لتنظيم معرفتنا حول صنع السياسة مثل كيف تؤثر المدخلات البيئية في السياسة العامة وتطبيق النظام السياسي، وكيف تحول المطالب إلى سياسة عامة إضافة إلى تأثير السياسة العامة في البيئة، وكذا معرفة طبيعة القوى والعوامل البيئية المولدة للمطالب المطروحة على النظام.
محمد بلغيث محمد الشهري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق